lundi 7 février 2011

سقوط نظرية النخبة


   ** لم تعد الرياضة هي هواية الجماهير الأولى..
** كما لم يعد (الطرب) وجلسات (الأنس) وذرع الشوارع والأسواق التجارية .. هي الهواية المفضلة لدى الشباب العربي بعد ما حدث في تونس .. ومصر..
** فقد (تسيّس) الشارع كثيراً..
** وتحول الصغار من حالة (عبثية) يستغرقهم الضياع فيها إلى حالة (مقلقة) لبعض المجتمعات.. و(مفرحة) لمجتمعات أخرى..
** كما وجدت بعض حركات المعارضة السياسية (الباهتة) في الشارع ذراعاً ملائمة لتحقيق خططها وبرامجها.. ممثلة في هذا الشارع..
** ومن المتوقع ان ينفجر (الشارع المسيّس) ليس فقط في وجه السلطة ببعض الأنظمة المهزوزة.. وإنما بوجه النخب السياسية.. والثقافية والمؤدلجة .. لأنها ترفض استغلال (ثوراتها) وتوظيفها في الاتجاه الذي يمكّنها من الوصول إلى السلطة.. وقطف ثمار تحولها الكبير من (الفراغ) الحسي.. والعاطفي.. والوظيفي.. إلى حالة (التشبع) و(الجرأة) والتعبير عن الرفض لواقع مجتمعاتها ذاك..
** وما حدث ويحدث حتى الآن.. ينبئ بظهور تغيّر كبير في أنماط تفكير الشارع.. واهتماماته.. وأولوياته..
** والغريب أن الكثير من النخب التي ظلت تتحدث كثيراً عن التغيير.. قد فوجئت بهذه التحولات الكبيرة.. وإن لم تستوعب – بعد – مداها.. واحتمالات تطورها.. ونتائج دخولها في اللعبة السياسية.. وتحويل الشارع إلى ساحة عريضة للعمل من أجل المستقبل.. وفرض الخيارات التي يراها محققة لهذا التوجه..
** وبمعنى آخر..
** فإن الشارع قد تقدم كثيراً على نخبه.. وقدّم نفسه بصورة أفضل مما فعلت تلك النخب.. وذلك يعود لسببين اثنين هما:
- أولاً : أن النخب نفسها لم تكن – كلها – نظيفة.. وإن ما كانت تقوله.. يختلف كثيراً عما كانت تفعله في الواقع وعلى الأرض.. فهي لا تختلف في سلوكياتها وممارساتها عن النسيج العام الذي تحياه المجتمعات.. أو تتعايش معه .. وبالتالي فإنها لم تستطع ان تفرض نفسها على مجتمعاتها.. وظلت دون مستوى الثقة بها أو الطموح فيها..
- ثانياً : أن الكثير من تلك النخب ارتهن لفكرٍ أيديولوجي.. ومن طبيعة (الأيديولوجيا) أنها لا تسمح للمجتمع بأن يمارس حقوقه وحرياته الكاملة بما يحقق النمو والانفتاح والتطور الطبيعي للانسان وللمكان على حد سواء.. وبالتالي جاء تحرك الشارع هذه المرة رافضاً لدخول الأيديولوجيا في رسم مهام السلطة وتوجهات المستقبل..
** ولم أستغرب ان تؤدي التحولات التي تشهدها مصر العربية الآن إلى إقصاء العديد من الحركات.. ومن النخب المؤدلجة.. لأن الفكر الجديد الذي يسود الآن هو فكر (تغييري) له رؤيته السياسية القائمة على الانفتاح.. وإطلاق الحريات.. وصنع المبادرات الخلاقة.. وبناء مستقبل الشعوب على أسس جديدة.. تبدأ بتوفير لقمة عيش نظيفة.. وتنتهي بتأمين الحرية المطلقة للإنسان في التعبير عن حقوقه .. وطموحاته.. ووجوده دون حدود.. أو قيود.. أو إحباطات .. أو استغلال.. وبكرامة مطلقة وغير مقيدة..
** ولست أدري إن كانت النخب قد تلقت هذه الرسالة بصورة صحيحة.. أو أنها ماتزال تراهن على أنها قادرة على احتواء هذه التوجهات الجديدة لصالحها..؟!
** لكن ما أدريه هو .. أن ما يحدث في الشارع الآن هو .. بدايات سقوط (فكر النخبة المؤدلجة) لصالح فكر قيادة الأمة إلى استحقاقاتها الكاملة وغير المشروطة أو المنقوصة..
***
ضمير مستتر:
**(حين يغيب وعي النخبة عن إدراك الحقائق.. فماذا نتوقع من الشارع أيضاً ؟!).

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.