mercredi 9 février 2011

ما مدى تدخل الأمريكي الفرنسي في الالتفاف على جني ثمار الثورة التونسية؟؟


ما مدى تدخل الأمريكي الفرنسي في الالتفاف على جني ثمار الثورة التونسية؟؟
هل هناك صراع خفي بين بين أمريكا و فرنسا حتى يبسط كل واحد نفوذه على تونس؟؟
ما هي أهم المكاسب التي تسعى هذه القوى الأجنبية الى تثبيتها و ما هي أهم المصالح التي تعمل على تحقيقها ؟؟

فأما من حيث المكاسب
لا يخفى على الجميع أن تونس لا تمثل قوة اقتصادية اقليمية فاعلة سيما و أنها لا تتوفر على مدخرات كبيرة من الطاقة أو المواد الأولية التي ما تكون سببا في اسالة لعاب هذه القوى المتكالبة على خيرات الأرض
و لكن المكسب الحقيقي الذي قد تحقق بنسبية لقوى الغرب في تونس هو مكسب اجتماعي ثقافي تتجلى تفاصيله في الاعلام التونسي الدغمائي و في المناهج التعليمية التي جففت من منابعها الاسلامية العربية و في المشهد الثقافي الذي صار مرتعا للمتفيقهين و المائعين على مدى أكثر من خمسة عقود
و في التهميش الممنهج و المدروس لهويتنا الاسلامية العربية و العمل الدؤوب على اجتثاثنا من انتمائنا الى حضارتنا الضاربة بعمق في الاسلام و العروبة و تشويه تاريخنا بغية افراغنا من القيم الفاضلة و ادماجنا في منظومة غربية هجينة تعمل جاهدة على تمييع شبابنا و تغريبه و التخليط عليه بمفاهيم و شبهات و سموم قد تتمكن من كل ذي فهم سطحي و غير عميق لاسلامه.
و في المقابل كان السعي الدؤوب لاقصاء أي نفس اسلامي عروبي معتدل من دائرة القرار و من مكونات المجتمع المدني، باستعمال آليات و ضوابط قانونية و آلة قمعية عتيدة يشهد لها القاصي و الداني بمدى وحشيتها و بترسانة اعلامية عملت على تشويه الاسلام و و حصره في بوطقة الارهاب و التكفير و العنف حتى يحرزوا على مشروعية في الداخل من حيث التفاف الشعب حولهم نبذه للدين و على مشروعية من الخارج من حيث الدعم السياسي و المالي للنظام، و كل ذلك كان على حساب الكثير من الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى ركعتي الفجر جماعة في المسجد أو لحية و كل ذلك تحت شماعة الارهاب.
فكان النظام التونسي مضرب الأمثال في المحافل الدولية
و مثال يحتذى به في الأنظمة العربية الكليانية بايعاز من الغرب، و ما مقر مجلس وزراء الداخلية العرب في تونس و اجتماعته الدورية فيها الا أحسن الدلائل على ما ذهبنا اليه من تفصيل.

فصار المثال التونسي منهجا لأكثر من نظام يريد استئصال أي مشروعية شعبية تهدد طغيانه، سيما و أن المشروعية الشعبية في أي بلد عربي انما هي مشروعية اسلامية عربية مهما تعددت الأطياف السياسية و مهما تصارعت على اقتسام الكعك.
و أمام هذه الثورة العظيمة للشعب التونسي التي أربكت كل حسابات الغرب
و أسقطت نظرياتهم حول الخنوع و الرضا بالقليل الذي يمنون به على شعوبنا
و أمام تسارع الأحداث أمامهم و سعيا منهم للحفاظ على صرحهم الذي عكفوا على بنائه أكثر من خمسة عقود، كان ضغطهم واضحا و تدخلهم مفضوحا لصياغة مستقبل تونس حسب أجندتهم و مواصلة لسياساتهم
و هذا ما قد وضحناه منذ الأيام الأولى لتشكيل الحكومة الأولى
من خلال هذين المقالين

...

و من بعد جاءت التشكيلة الجديدة للحكومة
التي من ايجابياتها أنها قطعت مع رموز النظام البائد سيما منهم المتورطين في ملفات الفساد
و لكن يبقى التساؤل حول الابقاء على سليم عمامو كاتب الدولة للشباب الذي لا يرى مانعا من رفع الحجب عن المواقع الاباحية
و الابقاء على أحمد ابراهيم في وزارة التعليم العالي بالرغم من انتمائه للحزب الشيوعي القديم بالرغم من أن الحكومة الجديدة أقرت عدم الجمع بين أي حقيبة وزارية و بين أي انتماء حزبي، و من فكره الاستئصالي لأي نفس اسلامي عروبي
و الابقاء على الطيب بكوش في وزارة التربية
و كأن التعليم في تونس كتب عليه أن يبقى منذ 1956 بيد اليسار
أما وزارة المرأة فهي في يد ليليا العبيدي و التي هي عضوة في جمعية النساء الديمقراطيات و كلنا يعرف مبادئ و أهداف هذه الجمعية من حيث ضرب الثوابت كتعديل الميراث بين المرأة و الرجل و من حيث الهرولة لقيم غربية دخيلة علينا كالتحرر الجنسي

هذا دون أن ننسى منذ 14 جانفي أن المنابر الاعلامية لم تعط الفرصة لأي تواجد لنفس اسلامي عروبي، و كأنه غياب يميل الى التغييب الممنهج.


و لكن الخطر الكبير ليس في هذه الحكومة التي اتفق الجميع على وقتيتها
و لكن في لجنة الاصلاحات السياسية
اذ وجب لزاما أن تتجرد هذه اللجنة من كل انتماء حزبي و خاصة من كل خلفية ايديولوجية
اذ أن هذه اللجنة هي المسؤولة عن وضع الاليات و الضوابط القانونية للمرحلة للجديدة و تحديد قواعد المنافسة للوصول الى الحكم
و من ذلك تعديل الدستور أو الغاؤه أو سن دستور جديد و تعديل المجلة الانتخابية
و لذلك أي خلفية ايديولوجية لهذه اللجنة قد تكون سببا لاقصاء طرف و تغليب طرف اخر
ولكن أكثر أعضاء هذه اللجنة معروفون بولائهم الأعمى للثقافة الغربية و لليسار الفرنسي.

من خلال هذا المشهد السياسي الحالي يتسنى لنا مدى سعي القوى الغربية للالتفاف على ثورتنا و اجهاض تطلعاتها الشعبية التائقة الى أكثر حرية يكون فيها كل المتسابقون على نفس القدر من المساواة في سباقهم ، فكانت هذا السعي الخفي للحفاظ على مكسب التغريب و التمييع، الذي يتبعه سعي اخر لتحقيق مصلحة ضرورية لقوى الغرب


فمن حيث المصالح التي تلهث قوى الغرب على تحقيقها على أرض الواقع ، هو تشويه الثورة التونسية و العمل على افراغها من بعدها الأخلاقي بتعميم فوضى أمنية و اقتصادية و افتعال الشائعات و الأراجيف لتزيد من احتقان الشارع و تفجير الأحقاد و اذكاء نار الفتنة و التشجيع على المحاكمات الشعبية و تغييب دولة القانون و المؤسسات.
و ما سعيهم الى هذه الأفعال المشينة الا لتركيع الشعب التونسي و تخويفه و تجويعه و التآمر على أمنه، حتى نكون عبرة لأي شعب عربي أراد أن ينتفض من أجل الحق
و يثور على قوى الطاغوت و الظلم،
حتى تخاف الشعوب العربية من مصيرها المجهول ان انتفضت فترضى بالقليل الموجود ، خير لها من المضي في زقاق مظلم تنتهك فيه الدماء و الأعراض و الأموال
و قد صارت الصورة واضحة بعد خطاب حسني مبارك في أول ظهور له في خضم الثورة المصريةو قد هدد شعبه من مغبة الثورة و تبعاتها ، ملمحا الى ثورة تونس العظيمة
و تزداد الصورة أكثر وضوحا بمتابعتنا لسير الأحداث في مصر:
*قتل المتظاهرين
*انسحاب الشرطة
*انتشار المليشيات الناهبة
*قنص المواطنين الأبرياء
*تخريب و نهب المؤسسات العمومية
*تخريب و نهب اللمتلكات الخاصة
*ترويع المواطنين و ارهابهم
إطلاق سراح المساجين
و كل ذلك يصب في خانة ترويع الشعب و اثنائه عن المضي قدما في مسيرته التحررية
فلا حامي له و لا حافظ له الا حسني مبارك
و لكن : " و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين

و ما أشبه اليوم بالبارحة: نفس الأسلوب و نفس المنهج في تونس منذ 14 جانفي مما يدل على أن المحرك و المدبر واحد
و الهدف هو خلق فوضى عارمة في تونس، تأتي على الأخضر و اليابس
و الا بماذا نفسر زيارة تلك الحية الرقطاء المتمثلة في شخص فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأوسط الذي أينما حل الا و حلت معه رائحة الفتن و المؤامرات و لنا في لبنان خير مثال
و بماذا نفسر اعلان المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ان السفير الفرنسي في بغداد منذ ايار/مايو 2009 تم تعيينه سفيرا جديدا لفرنسا بتونس.
لماذا وقع الاختيار على هذا السفير الذي كان في العراق؟؟؟

هل تونس في نفس الفوضى الأمنية و الاحتقان الطائفي الذيين كانا و لا زالا تتخبط فيهما العراق فصار لزاما على فرنسا أن تضع سفيرا له من الخبرة و المعايشة لمثل تلك الظروف ما يخول له أن يكون رجل المرحلة؟؟؟

أم أن فرنسا تسعى الى تعيين سفير له من الدراية و الحنكة ما قد يؤجج الاحتقان داخل المجتمع التونسي مما قد يسبب لنا فوضى أمنية؟؟؟؟

في كل الحالات و مهما كانت الفرضيات
فهذا يؤكد ما طرحناه سالفا
و ما نراه واضحا على أرض الواقع من ازدياد نسبة الاحتقان و حتى افتراضيا من خلال الفايسبوك في العديد من التعاليق التي تتكرر من صفحة الى أخرى
من خلال حسابات وهمية حديثة العهد
و لقد لاحظنا منذ 14 جانفي أن عدد طلبات الاضافة من خلال حسابات جديدة بأسماء وهمية قد تكاثرت
كما أنه قد تم انشاء بعض الصفحات الجديدة التي تتفنن في صياغة الاشاعات و اشعال نار الفتنة
بين مختلف الأطياف السياسية من اليمين الى اليسار و زيادة الاحتقان بين الجهات و اشاعة أخبار تحريضية بغاية تعميم الفوضى و شق الصفوف


و لكن مهما تآمرتم علينا ، فاننا نقول لكم عهد الخنوع قد ولى دون رجعة
و أننا صرنا أسياد أنفسنا و نحن بتوكلنا على الله من سيكتب التاريخ
لنحيلكم على مزبلة التاريخ أنتم و مرتزقتكم

يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.