samedi 12 février 2011

أين اختفى قناصة وأتباع علي السرياطي.. !؟



مضى شهر تقريبا على بزوغ فجر الحرية وسقوط نظام الرئيس المخلوع ورغم أن نبض الحياة  بدأ يعود تدريجيا بداخلنا إلا أن حركات المد والجزر ولعبة الأيادي الخفية والغرف المظلمة ما تزال تؤرق مضاجع الكثيرين فلا صوت "الكرتوش الحي" اختفى مثلما يدعي البعض ولا ميليشيات وعصابات النظام السابق -ولا ندري أن كانت بالفعل تابعة له- التي برعت في الترهيب والتخريب والتنكيل بخلق الله أنزل عليها الستار نهائيا وولت دون رجعة...
أبطال مسلسل الرعب الذي امتد على كامل صفحات كتاب الثورة  مازالوا يعانقون الحرية وينعمون بنسماتها فباستثناء الشهير علي السرياطي والوزير الأسبق رفيق الحاج قاسم وطبعا بعض فتات الطرابلسية بما أن رأس الأفعى وذيلها فرا إلى خارج الديار فان بقية العصابة التي روعت المواطنين وقتلت الأبرياء وحرقت الأخضر واليابس لم نسمع عنهم ما يشفي الغليل بل أن الجميع دون استثناء من ساسة الحكومة الجديدة ومنابر التنظير الإعلامي في تونس جميعهم تعمدوا بسبق الإضمار أو دونه عدم الخوض في الموضوع فهل يعقل أن نغض الطرف عن هذه المجموعات المجرمة التي خانت البلاد وتآمرت على أمنها وكادت تقسم ظهرها بل أوشكت فعلا وهل يمكن أن نطوي تلك الصفحة القاتمة في تاريخ تونس ونمر عليها مرور الكرام...؟أين كل هؤلاء..؟ أين سيارات الإسعاف التي أطلقت النار على المواطنين..؟ أين السيارات الخاصة التي ضبطت محملة بالسلاح..؟ أين أولئك القناصة الذين ملأت فيديوهاتهم "الفايس بوك"...؟ وأين كل الذين قبض عليهم وسلموا تارة إلى أعوان الأمن وطورا إلى قوات الجيش الوطني..؟
أين اختفى كل هذا ولماذا هذا الصمت المريب ولماذا تغافل الجميع عن فتح الملف الأسود لأذيال النظام السابق وأين وصلت الإجراءات في حق من تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء الشهداء ..؟ هل كل ما سمعناه ورأيناه بأم أعيننا كان مجرد هذيان  وهل أن الخوف أعمى فعلا بصائرنا ليصور لنا كل هذا الدمار وهذا الخراب...؟ معركة القصر بين الجيش الوطني والحرس الرئاسي التابع لعلي السرياطي  تحدثت عنها جل وسائل الإعلام الأجنبية وأكدها شهود عيان لكنها ظلت حبيسة شكوكنا لا غير بما أن الجيش والحرس الرئاسي على حد السواء نفيا الأمر جملة وتفصيلا... 
لحساب من كان يعمل هؤلاء...؟هل هم فعلا فدائيو بن علي أم أنهم فدائيو النظام الحالي..؟ بعض الصور التي شاهدناها على مدار الفترة الأخيرة والتي عثرنا عليها صدفة على موقع "الفايس بوك" طالما أن سياسات التعتيم الإعلامي في البلاد ما تزال قائمة الذات تؤكد وجود خروقات كبيرة و مؤامرة اكبر لسلب ثورة الشعب من قبل أكثر من طرف...قوات الأمن خيرت أن تلوذ بالفرار بعضهم تفادى غضب الشارع والبعض الآخر تلقى تعليمات بذلك...الجيش الوطني دخل ساحة القتال  فحمى الشعب ولكنه لم يحم ممتلكاته...
البرنامج الفرنسي الشهير "ENVOYE SPECIAL" مرر في إحدى حلقاته التي خصصت لتغطية الثورة التونسية صورا لعدد من القناصة الذين ألقى عليهم القبض من طرف بعض المواطنين وسلموا إلى الجيش لكن الصور التي بثتها عدسات كاميرا المصور الفرنسي تثبت أن القناص كان يحظى بالحماية من قبل بعض الجنود وكان يجمع عتاده ربما للتوجه نحو وجهة مغايرة...
 بصريح العبارة نحن لم نعد نفهم ما يحصل هنا في تونس ولا نعلم من يعمل لصالح من...؟ميليشيات وعصابات قيل إنها تابعة للتجمع وبوليس يفر من ساحة المواجهة وجيش يكتفي بدور البطولة...إضرابات وإعتصامات وخيوط خفية تحرك فصول المؤامرة من الداخل والخارج والضحية الوحيد هو المواطن التونسي البسيط الذي لم يعد مدركا لما يدور من حوله تتقاذفه بوارق الأمل من جهة وسكنات الليل الكالح من جهة ثانية...متى ينتهي هذا الكابوس ونفهم حقيقة من منا ومن علينا...؟

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.